مدى فاعلية آليات تطبيق القانون الدولي الانساني
الملخص
نحاول في بحثنا (مدى فاعلية آليات تطبيق القانون الدولي الانساني) تسليط الضوء على الآليات الوقائية والردعية لتطبيق القانون الدولي الانساني ومدى فاعليتها في الحد من اساءة استخدام الحماية في اثناء النزاعات المسلحة، فبعد ارساء قواعد القانون الدولي الانساني، أصبح ما يشغل المجتمع الدولي مدى فاعلية هذه القواعد في الحد من انتهاكات القانون الدولي الانساني، لا سيما اساءة استخدام الحماية المقررة بموجبه، والتي تحدث في اثناء النزاعات المسلحة، وهل يمكن للآليات التي نصت عليها اتفاقيات القانون الدولي الانساني ان تؤدي دوراً في تحقيق الفاعلية لأحكام هذا القانون وضمان سلامة تطبيقه والحد من انتهاكاته.
وتوصلنا في هذا البحث الى ان مسألة الزامية احكام القانون الدولي الانساني تبقى رهن احترام الدول الاطراف في النزاع، الامر الذي يقتضي وجود آليات وقائية وردعية تكفل مدى احترامه وتسعى الى فرض جزاءات على من يسيء استخدام الحماية، الا ان هذه الآليات مرتبطة بمدى تجسيدها الفعلي والميداني لترتيب المسؤولية الدولية على كل من يخالف احكام القانون الدولي الانساني. وتتضمن آليات الرقابة على اساءة استخدام الحماية آليات وقائية تتمثل بتفعيل الدول لالتزاماتها الدولية، والالتزام بنشر قواعد القانون الدولي الانساني، وتأهيل عاملين مؤهلين لتسهيل تطبيق القانون الدولي الانساني وتعيين مستشارين قانونيين بالقوات المسلحة، اما الآليات الرقابية فتتمثل باللجنة الدولية للصليب الاحمر، وآلية نظام الدولة الحامية وبدائلها، وآلية لجان التحقيق واللجنة الدولية الانسانية لتقصي الحقائق. ونظرا لأهمية هذه الآليات في الحد من اساءة استخدام الحماية في القانون الدولي الانساني فإننا قسمنا هذا البحث الى مطلبين نبين في الاول منه الآليات الوقائية ومدى فاعليتها في الحد من اساءة استخدام الحماية، ونبين في الثاني منه الآليات الردعية.
https://drive.google.com/file/d/1fr01QXddqVDQtIQbs8VzxBa3oTHZdRBT/view?usp=drive_link