النصوص المنظمة لرقابة السلطة المركزية على الهيئات المحلية وأثرها في نجاح نظام اللامركزية الإدارية في العراق
الملخص
لقد شهدت وظيفة الدولة في العصر الحديث تطوراً مهماً في مجال علاقتها مع الأفراد، حيث أصبحت تتدخل في شتى المجالات والميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمرانية والصحية، ومع تعدد تلك الواجبات التي أثقلت كاهل الهيئات المركزية اضطرتها للتنازل عن جزء من مسؤولياتها الادارية لهيئات محلية تنوب عنها بالقيام بها، ولكن تحت رقابتها واشرافها عن طريق ما يسمى بالوصاية الإدارية التي تعتبر ضمانة مهمة للحفاظ على وحدة الدولة وقوتها وعن طريقها تضمن الهيــــئات المــــركزية قيام الهيئات المــــحليـــة القيام بالواجبات المنوطة بها، وحتى تتمكن الأخيرة من أداء مهمتها بالشكل المطلوب فإنه يتطلب ممارسة هذه الوصاية الادارية دون تشدد من قبل الهـــيئات المــــركــزيـــة حتى تعطي قدر من الحرية لها.
ومن جهة أخــــرى فإن وحدة الدولة من الــــمــصالح الأساســـــية التي لا يمكن التهاون بشأنها، ولضمان حماية هذه الوحدة فإن الإدارة المحلية لا يمكن منحها الاستقلال المطلق لأن هذا النوع الاستقلال سيؤدي لا محالة إلى تقويض دعائم وحدة الدولة وتعدد المصالح في إطارها بتعدد الجهات المـــحليــــة، فــضــلاً عن انعدام عنصر مهم من عناصر النظام اللامركزي هو الدور الرقابي، الأمر الذي يقودنا إلى عدم نجاح ذلك النظام الإداري، ولضمان قيام الهــيـــئات المـــحليـــة بتنفيذ واجباتها فإنها تمنح استقلالاً نسبياً يتناسب مع تمكينها من القيام بالمهام الموكلة لها في إشباع الحاجات العامة ووفقاً لطبيعة هذه الحاجات، وتتمثل نسبية الاستقلال الذي تتمتع به الهـــيئــات المـــحليــــة بخضوعها لرقابة وإشراف السطات المـــركزيـــة.
ونجد أن المشرع العراقي عند تبنيه نظام الإدارة اللامــــــــــــركزية قد سلك طريقاً لا يتفق مع المبادئ والأركان الأساسية التي يقوم عليها هذا النظام، فلم يعطي للجهات الإدارية المـــركزيــــة دوراً أساسياً في الرقابة على الجهات الـــمحـــلـــية، بل منحها استقلالاً مطلقاً ولم يخضعها لرقابة أي وزارة أو جهة إدارية إلا في نطاق محدود جداً، مما يؤدي الى انعدام ركن أساسي من أركان النظام الإداري اللامركزية وهي الوصاية او الرقابة من الهيئات الإدارية المركزية على الهيئات المحلية.
الكلمات المفتاحية: (الرقابة – الوصاية– اللامـــــركزيـــة – الاستقلال – السلطات المــــــــــــركـــــزية- الهــــيــــئات المحــليـــــة).
https://drive.google.com/file/d/1aID4LTrONhmJflIaR0Kejy4JIR3lZTzH/view?usp=drive_link